جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية.
حول أركان الصلاة (لقاء مفتوح)
7758 مشاهدة
تطويل القراءة في صلاة الفجر

قد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقرأ في صلاة الفجر بنحو ستين آية إلى مائة آية؛ إذا نظرنا في سورة البقرة، وإذا هي مائتان وست وثمانون؛ فيمكن أنه يقرأ بها في ثلاثة أيام، كل ليلة يقرأ ثلثها، أي نحو تسعين آية، أو خمس وتسعين آية، وكذلك قد يقرأ سورة آل عمران في يومين، أو في ثلاثة أيام، وكذلك سورة النساء؛ فأين هذا من قراءة هاتين السورتين؛ آياتهما إحدى وستون آية، مع أن آيات السورة الثانية قصيرة.
وثبت أيضا أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قرأ بسورة قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ فلما وصل قصة موسى أو عيسى أخذته سعلة فركع وكملها في الركعة الثانية، وهي أربع ورقات؛ ثمان صفحات قرأها كلها في ركعتين من صلاة الفجر؛ كذلك كان أبو بكر -رضي الله عنه- يطيل فثبت أنه قرأ سورة البقرة كلها في صلاة الفجر وأنهم قالوا: كادت الشمس أن تطلع قال: لو طلعت لم تجدنا غافلين، وكذلك عمر -رضي الله عنه- كان يقرأ أحيانا بسورة يونس، أو بسورة يوسف في صلاة الفجر، أو بسورة النحل؛ يعني: أنه يطيل القراءة؛ وذلك لأن الصحابة كانوا يتلذذون بالقراءة، ويتلذذون بسماعها، ولا يملون منها، ولو طالت عليهم؛ فلنا فيهم أسوة حسنة، لنا فيهم قدوة أن نقتدي بهم، وأن نتبع ما جاءنا عنهم؛ حتى نكون من أتباعهم، فهذا هو أهم ما في الصلاة.